تحويسة  DZ

كهف «بني عاد».. تحفة جزائرية بمواصفات ربانية

تعتبر مغارة «بني عاد» في الجزائر تحفة عالمية بمواصفات خيالية، لن تصدق ما تراه عينيك فيها من جمال ساحر، وواقع هو أقرب للخيال، يعجز كل من يراها عن وصفها نظرا للجمال المبهر الخلاب الذي تتمتع به، هي تراثًا جزائريا خرافيا ومذهلا تتواجد في بلدية عين فزّة بولاية تلمسان، هي تحفة ربانية بمواصفات عالمية بالنظر إلى الكنوز الأثرية التي تزخر بها.
مغارة «بني عاد» الساحرة تقع حسب البحوث التي تمّ إجراؤها على بعد 57 مترا تحت سطح الأرض، تمتد على طول 700 مترًا تتميز بدرجة حرارة ثابتة طوال العام (بحدود 13 درجة).

متاحف طبيعية وقصور داخل المغارة
كان أول من اكتشفها قبائل الأمازيغ منذ أكثر من قرنين قبل الميلاد حسب اختلاف الروايات، وحولوها إلى مأوى آمن لهم وقصورا لملوكهم وزعمائهم، وكانوا يعتبرون أول من استوطنوا في شمال أفريقيا، وتعد هذه المغارة من أشهر المتاحف الطبيعية العالمية التي يتوافد عليها عشرات الآلاف من السياح سنويا، للوقوف على سحر هذا المكان وجماله.
استوحت هذه المغارة اسمها من قوم «عاد الرجل»، بمعنى آخر يرتحلون ثم يعودون، أي فعل ذهب وعاد، ومن ثم أطلقت عليها هذه التسمية التي تشبه إلى حدّ بعيد قوم عاد باليمن، الذين كانوا يتخذون الكهوف منازل لهم. المرور عبر المسالك الضيقة المخصصة للزوار تسمح للمرء بالوقوف بين العديد من الأشياء والأشكال التي صنعتها الطبيعة، إضافة إلى الأصوات المنبعثة داخل المغارة التي تضيف للمكان جوا فريدا من نوعه.
 وتنتشر في ممرات بني عاد أشكال وأجسام مختلفة الحجم، تعيد الزائر إلى زمن الحضارات العربية والفينيقية والرومانية القديمة، فتصادفك تماثيل متنوعة وضخمة وكأنها نحتت بواسطة اليد، على غرار تمثال «أبو الهول» في أهرامات مصر في مشهد حراسة الهرم.
وهناك في المغارة ستجد تمثال مهيب لأرسطو في حديث مع الإمام، إضافة إلى سور الصين العظيم. وأجمل صورة تضمها المغارة صورة أم ترضع ولدها الجائع على قمة هضبة، وكذلك لوحة فنية طبيعية ترسم محارب روماني يحمل قوسا ورمحا، ويوجد أيضا بداخلها تمثال الحرية المنحوت الذي قدمته فرنسا هدية لأميركا، وتوجد داخل غرفة صخرية وسط مغارة بني عاد التلمسانية، نسخة طبق الأصل لتمثال الحرية الذي يرتفع عاليا في ولاية نيويورك.
وتنقسم مغارة بني عاد إلى قسمين هما المغارة الكبرى التي يقال إنها تمتد حتى أراضي المملكة المغربية حسب الخبراء، ومن القصص التاريخية المروية هنا أن المغارة تمتد حتى مغارة الحوريات في مدينة وجدة المغربية، مرورا بمغارة بومعزة التي تقع في مدينة سبدو، وأن الاستعمار الفرنسي أغلق الممر بواسطة 60 مترا مكعبا من الإسمنت.
أما المغارة الصغرى فهي تنقسم إلى عدد من الغرف العجيبة التي تذهل الزوار بمكنوناتها الطبيعية والتاريخية والصواعد والنوازل، ويمكن للزائر أن يستكشف العديد من الروايات التاريخية والأساطير التي تمزج بين الوقائع والخيال في تارات أخرى.
القسم الثاني من المغارة هو الوحيد المفتوح أمام السياح، وذلك منذ سنة 1965 للميلاد، وتتكون قاعاته الثلاثة من القاعة الرئيسية، وقاعة قصر الملك، حيث عثر بها على أوان فخارية قديمة جدا، وقاعة السيوف وتعرف أيضا بقاعة المجاهدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024